الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة نجوم رحلوا عنّا: عائلاتهم تعاني من الحاجة، ونواديهم تعاملت معها بمنطق :« استنّى يا دجاجة»!

نشر في  08 ماي 2014  (10:56)

الهادي بالرخيصة (الترجي)، لطفي البكوش (النجم الساحلي)، نعمان بن أحمد (نادي محيط قرقنة)، محمد الحمروني (الافريقي)، محمد الحيدوسي(الملعب التونسي)، عبد اللطيف مفتاح (النادي الصفاقسي)، كمال كرية (الترجي ونادي الأولمبي للنقل) وسامي الدوّ (سكك الحديدي الصفاقسي وقوافل قفصة)، لسعد الورتاني ( الشبيبة والبقلاوة والافريقي)، محمد صالح الجديدي (الافريقي) وأخيرا الفقيد الطاهر الشايبي (الافريقي)..
هؤلاء النجوم وآخرون من الذين طبعوا مسيرات كروية بماء الذهب وسكبوا الملاعب التونسية بعرقهم قبل أن ينتقلوا إلى الرفيق الأعلى، فقدناهم وبكتهم الجماهير الرياضية بحرقة لأن أغلب هؤلاء الذين لبّوا داعي ربّهم عرفوا بوفاءهم لفرقهم وبتضحياتهم وبمهاراتهم وبلعبهم الرجولي والعطاء بلا حسابات وكانت غاياتهم إسعاد الجماهير وتشريف الكرة التونسية..
أجل، أمثال «قلب الأسد» المرحوم الهادي بالرخيصة و«الفدائي» المرحوم لسعد الورتاني و«فلتة» الكرة التونسية لكلّ الأوقات المرحوم الطاهر الشايبي وغيرهم من عناقيد الابداع الكروي كانوا لا علاقة لهم بطينة اللاعبين المشاكسين و«الجزارة»، كانوا لا يحبّذون «التزليط» و«شريان الشبوك» ومساومة المسيّرين، بل كانوا لاعبين برتبة جنود لا يستسلمون ولا يهدؤون ولا يتوقّفون على البذل والعطاء إلا بعد كسب اللقاء بالعرق والرجولة، لذلك عندما رحلوا عنّا تركوا جراحا مازالت تنزف ألما في قلوب أحبائهم وأفراد عائلتهم والشارع الرياضي عامّة..
أحاسيس ومشاعر إنسانيّة في مهبّ الريح..

ما جعلنا نفتح هذا «الالبوم الحزين» الذي ضمّ إليه الثلاثاء الفارط اسم المرحوم الطاهر الشايبي، هو أنه مع وفاة أيّ نجم من نجوم الكرة التونسية، إلا وتتحرك الأحاسيس والمشاعر الانسانية النبيلة لدى مسؤولي فريق هذا المرحوم أو ذاك ونسمع عن الكثير من المبادرات والوعود بالوقوف مع عائلة «فلان» أو «علان» ويتحرك رئيس هذه الجمعية أو تلك لوظّف هذه «المأساة» لصالحه وينطلق في «تخدير» الجماهير بكلام وأمان «تتلاشى» مع الأيام ويطير مفعولها كما تطير «الزطلة» بعقول الشباب المفلس ومن ثمة تظهر حقيقة الوعود التي تنتهي صلوحيتها مع نزول الستار على موكب الفرق أو الأربعينيّة في أفضل الحالات وينكشف المستور وتبدأ عائلة هذا اللاعب المتوفّي أو ذلك في التشهير بأكاذيب هذه الهيئة المديرة أو تلك..

كفى تلاعبا بمشاعر الناس

الواقع والأكيد في ظل الحديث عن الغدر ونكران الجميل الذي تلقاه عائلة هذا اللاعب المتوفّي أو الآخر، أن جلّ المسؤولين في الاندية التونسية تنتهي مهامهم بمجرد دفن المرحوم وتلاوة آيات قرآنية على روحه الطاهرة، قبل أن يحتجبوا عن الأنظار ليتركوا أبناء وزوجات وعائلات ضحايا الكرة التونسية يعانون من الحاجة ويصبحوا يتعاملون معهم بمنطق: «استنى يا دجاجة».. بمعنى أنّ عباقرة التسيير في أنديتنا يعتمدون معهم سياسة الكذب والتسويف والمماطلات و«الضحك على الذقون» ليكون مقابل التضحيات الجسام التي قدّمها المرحوم الهادي بالرخيصة أو لسعد الورتاني أو كمال كرية أو لطفي البكوش أو محمد الحمروني أو عبد اللطيف مفتاح وغيرهم «خرقة» قماش سوداء يضعها اللاعبون في سواعدهم يوم المباراة التي تلي موكب الدفن والوقوف دقيقة صمت ترحما على روح هذا النجم الراحل أو تلك، أما الدعم المادي والمتابعة المستمرة لافراد عائلة هذا الراحل أو ذاك فتبقى مجرد أكاذيب تتبخر مع الأيام في الهواء.
ونظنّ أن زوجة المرحوم لسعد الورتاني أو والد المرحوم الهادي بالرخيصة كلاهما اكتوى بنار الوعود الزائفة ونكران جميل مسؤولي ناديهما.

هل يكون الطاهر الشايبي الاستثناء؟

عندما بكت الجماهير فقيد الكرة والرياضة التونسية الطاهر الشايبي يوم الثلاثاء الاسود الموافق لـ 29 أفريل 2014 أطلّ نائب رئيس النادي الافريقي محرز الرياحي في وسائل الاعلام وراح يتحدث ويؤكد أن هيئة نادي باب الجديد لن تنسى ابنها البار ولن تترك عائلته تجابه الصعاب لوحدها بعد رحيل «العملاق»..
آه ما أجمل كلام الرياحي (2) يوم موكب دفن عمّ الطاهر الشايبي وكم أطرب مسامع مستمعي إذاعة «موزاييك» وهو يتلو ويعدّد فيما برمجته هيئة الافريقي لتكريم روح النجم الراحل، لكن شتّان بين الكلام المنمّق والجميل والشاعري وبين الواقع المرير الذي كان مصير كل لاعب فارق هذه الدنيا الفانية..
نتمنى في «أخبار الجمهورية» أن يكون الطاهر الشايبي هو الاستثناء هذه المرة ويحظى بما يليق بإسمه وتاريخه وبما قدّمه للكرة التونسية.. نعم نأمل أن تتجسّد الوعود على أرض الواقع.. لكن «يا ذنوبي».
الصحبي بكار